اگادير، الرباط ومراكش المدينة “دوائر الموت” الإنتخابية

أكادير، والرباط المحيط، ومراكش المدينة؛ 3 دوائر تشهد نزالاً انتخابياً مُحتدماً، و”إنزالاً” دعائياً يقل نظيره في الدوائر الأخرى، كما أن المُرشحين فيها يتمتعون بشعبية كبيرة، أو يتمتعون بمكانة سياسية تجعل منافستهم صعبة.

سُميت بـ”دوائر الموت”، لأن المنافسة فيه محسومة في الكثير من الأحيان بين مرشحين اثنين أو ثلاث، وأي طرف آخر يُحاول مُنافسة هذه القائمة سيكون مصيره سقوطا مدويا بالسباق التشريعي والبلدي المقرر غدا الأربعاء.

وغالباً ما تكون ترشيحات السياسيين الكبار في دوائرهم بمثابة امتحان لشعبيتهم، ومُحاسبة غير مُباشرة لهم عبر صناديق الاقتراع، أو أحياناً للحصول على الشرعية الشعبية للاستمرار في مسؤولياتهم الحزبية أو الحكومية.

وأحياناً، يلجاً سياسيون إلى دوائر لا مُنافسين أقوياء فيها، مثل البوادي مثلاً أو بعض الأحياء الصغيرة، خاصة أولئك الذين يعرفون أن شعبيتهم على المحك، وبالتالي يختارون القفز من “الحائط الأقصر”.



(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});

وخلال الانتخابات المقررة غدا، يُمكن تعداد ثلاث دوائر توصف بكونها “دوائر الموت”، من بين الـ 92 دائرة بمختلف ربوع المملكة.

أكادير.. “الحمامة” تبسط أجنحتها

على رأس هذه الدوائر، توجد دائرة أكادير، حيث يترشح عزيز أخنوش، الأمين العام لحزب التجمع الوطني للأحرار، وهو الرجل الذي يطمح لقيادة الحُكومة المُقبلة بعد سنوات من هيمنة حزب العدالة والتنمية عليها.

أخنوش يترشح بعد فترة من غيابه عن الساحة الانتخابية، على الرغم من شغله منصب وزير الفلاحة منذ عام 2007، فالقوانين الانتخابية في المغرب تربط الحصول على منصب وزير بـ”الكفاءة”، ولا تشترط النجاح في الانتخابات.


(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});

إلا أن أخنوش اختار هذا العام الترشح للانتخابات، وذلك لتوجيه رسالة قوية إلى خصومه، وعلى رأسهم عبد الإله ابن كيران الأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية، مفادها أن للرجل قاعدة شعبية كبيرة بفضل عمله الميداني، وليس ممن يتم “إنزالهم بالمظلات”.

الرباط المحيط.. خفوت “المصباح”

في الرباط، تشهد دائرة الرباط المُحيط تنافساً محتدماً بين أربعة مُرشحين، الأول هو سعد الدين العثماني، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، الساعي للحصول على شهادة شعبية جديدة، وذلك بعد فترة أداء حكومي وُصفت بـ”الكارثة”.

واختار سعد الدين العثماني “الهرب” نحو العاصمة المغربية الرباط، في وقت كان يترشح فيه بمدينة المُحمدية، وهي الخطوة التي اعتبرها مراقبون “تملصاً” من المُحاسبة، وخوفاً من عقاب انتخابي في دائرته الأصلية.


(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});

وبوجه سعد الدين العثماني، يقف الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، نبيل بن عبد الله، وهو الحزب الذي خرج إلى المعارضة خلال الولاية الحالية، بعدما تخلى عنه العثماني خلال العملية التفاوضية لتشكيل حكومة 2016.

…..

بن عبد الله، الذي يشهد حزبه تراجعاً طفيفاً، ينزل هذه الدائرة لإثبات وجود حزبه، واستمرار امتداده الشعبي، خاصة وأن تلك الدائرة تعرف تواجداً كبيراً للمُثقفين والنُشطاء السياسيين.

وبوجه الاثنين، يقف اسحاق شارية، الرجل الذي دشن مساره السياسي حديثاً على رأس تشكيل صغير يسمى الحزب المغربي الحُر، وهو مُحام يقتحهم عالم السياسة بحزب فتي، مُعظم أعضائه من الشباب.

أما المرشح الرابع، فهي امرأة من فيدرالية تحالف اليسار. مريم بنخويا، أحد كوادر وزارة المالية وقد رفعت التحدي عالياً، وترشحت لأول مرة في مسارها السياسي، وتطمح للإطاحة برئيس الحُكومة.

يذكر أنه بانتخابات 2016، نجح حزب العدالة والتنمية في الحصول على نصف مقاعد الدائرة الأربع، بعد تصدره النتائج بـ 44.16 في المائة من مجموع الأصوات الصحيحة المُعبر عنها.

مراكش المدينة.. صراع البقاء

وفي مدينة مراكش، وتحديدا بدائرتها “مراكش المدينة”، يحتدم صراع البقاء على ثلاثة مقاعد تتنافس عليها قوائم انتخابية تقودها أسماء سياسية وازنة.

وبعد فوز العدالة والتنمية عام 2016 بمقعدين من أصل ثلاثة في الانتخابات البرلمانية، يُحاول حزب الأصالة والمُعاصرة استعادة الصدارة التي استقر عليها منذ أعوام.

ولئن حاز العدالة والتنمية على الرتبة الأولى في الانتخابات السابقة، إلا أن الإرهاصات الأولى للاستحقاقات الجارية تُنبئ بهزيمة نكراء للحزب، إذ أن مُرشحه العربي بلقايد الذي كان عمدة للمدينة يُواجه العديد من الانتقادات، ناهيك عن ملفات ثقيلة أمام محاكم جرائم الأموال.

إلى ذلك، يواجه الرجل مُرشحة توصف بكونها “المرأة الحديدية” داخل حزب الأصالة والمُعاصرة، وهي القيادية التي يُحسب لها داخل الحزب ألف حساب، وتتمتع بشعبية كبيرة بين أهالي المدينة الحمراء.

فاطمة الزهراء المنصوري، رئيسة المجلس الوطني لحزب الأصالة والمعارصة، تنزل هذا العام بقوة، لتمكين حزبها من مقعدين على الأقل بعدما حاز مقعداً وحيداً خلال الاستحقاقات الأخيرة.