شعراء “نوافذ شعرية” لدار الشعر بمراكش, عن وجع الكتابة الشعرية وأسئلتها
تلملم مراكش “جراحها” لتعاود المسير، مراكش القصيدة الكونية المفتوحة على التعدد.. وفي دار الشعر بمراكش التئم الشعراء، ليلة الأربعاء 11 أكتوبر، ليعيدوا من خلال قصائدهم، تخطيط سيرة “الأمل” من وجع الأرض ومن “هشاشة الكائن”. قصائد الشعراء: إدريس عيسى ورشيدة الشانك وسليمان الدريسي، وهي ترصص “بلاغة وجع الانكسار”، هذه الذات المكلومة ب”بلل الكتابة” وأفق النص الشعري وهو يخط بلاغته الخاصة. الفنان حسن شيكار والشاعر الحسين لغوالي، معا استعادا من خلال “قلوب مكلومة”، تلك اللحظة الآسنة.. الدار والشعراء وجمهور الشعر فتحوا “نوافذهم الشعرية الجديدة، في إصرار على فتح كوة على الأمل.
الشاعر إدريس عيسى، ترك “رسالته” لامرأة من أقصى الريح واستعاد “وجع الكتابة”. عن الشاعر والكتابة، عن الحياة ووجعها، عن وجع الكتابة وترياقها، نص الشاعر إدريس عيسى الممتد بشعرية أسئلة الكتابة وقلقها.. خصوصا عندما يأتي، هذا الصوت العابر لأزمنة الجيل الشعري، كما هو متعارف عليه في خرائط القصيدة المغربية الحديثة، يأتي أكثر حرصا على تكثيف رؤاه ومعاودة السؤال عن تلك “الهيولى” التي تعبر بين مسافة النص ومسافات العالم.
الضوء الشريد، هو ما تختاره المرأة الشاعرة “رشيدة الشانك”، صوت المرأة وهي تفتح قصائدها على بوابات الأسئلة. ما الذي يجعلها تختار الكتابة “لتنجو”، أو هكذا تقول القصيدة.. حين يصبح الشعر الملاذ الأخير وأفق الخلاص والتحلل، ليس بمنطق الصوفي، بل اختيار واعي بقدرة الكتابة أن تصبح “بديل” العالم. تعيد الشاعرة رشيدة الشانك، من خلال نصوصها الشعرية، والتي اختارتها لليلة “نوافذ شعرية” أن تكون سفرا وترحالا، و أفقا للخلاص.
“الشعر/ أن تمشي وحيدا/ في شمس الخريف/ نحو تلك الهضبة/ حيث توجد شجرة “أرغان”/ وحيدة هي أيضا/ هناك/ تتفرع أنت/../ تنتظر الغروب / وفي ظلام الليل/ تعود وحيدا”، من “المشي في الشمس طويلا” للشاعر والتشكيلي سليمان الدريسي، والذي يحب أن يكون شاعرا يعشق لوحة “فان كوغ”.. عبور وتنقل بين عالمين، عالم بلاغة النص والأبجدية وعالم اللون والمادة.. ينتمي الشاعر الى “راهنه” الشعري اليوم، لذلك ينحاز الى تفاصيله الخاصة، لا بحثا عن “كنه البلاغة”، بل عن بلاغة النص وأفق القصيدة وهي “تشرًح” الذات و “تصيغ” كينونة الشاعر.
بين القصيدة والموسيقى يقيم الفنان حسن شيكار، والذي رسم مع فرقة ألوان الرائدة، والتي كانت دار الشعر بمراكش سببا في إعادة “لحمتها” بموازاة مشاركتها في ليالي الشعر والموسيقى بمعرض الرباط الدولي للكتاب والنشر (2022)، مسيرة طويلة في ترسيخ هذه العلاقة بين الشعر والأغنية. مع “ألبوم” “واصل معي”، ضمن تعاون فني وشعري جمع بين الشاعر صلاح الوديع والفنان حسن شيكار، وقدم جزء متفردا في ليلة من ليالي مهرجان دار الشعر بمراكش للشعر المغربي ضمن فقرة “أبجديات وموسيقى”. أما مع الشاعر الحسين لغوالي، وقصيدته “قلوب مكلومة” فلحظة وفاء اتجاه مراكش وأحوازها، ليتمم شيكار نوافذ الدار ب “الرحيل” و “واصل معي”.
“نوافذ شعرية”..
ديوان الشعر المغربي والشعراء المغاربة، في دار الشعر والشعراء بمراكش، وضمن موسم ثقافي وشعري جديد، وانفتاح دائم على التجدد وتجارب وحساسيات وأجيال القصيدة المغربية الحديثة.